إهداء لارواح الشهداء السابحة في ملكوت الرحمن و التي تهينها اليوم اقلام الفلول

المقاومة الموريتانية : كيف استنهض شيخ المهاجرين العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني أهله وعشيره وسائر بلاد شنقيط ضد المستعمر ...
بعد التوغل الفرنسي في بلاد شنقيط وإستشهاد فارس الأمراء البطل الصنديد بكار بن أسويد أحمد الذي كان أملا لاهل المنطقة في رد الغزاة على اعقابهم بدأت فكرة الهجرة تتردد على السنة الجميع فكان لابناء مايابى الافاضل السبق في الدعوة إلى ذلك وفي هذا الصدد نظم العلامة المهاجر الم...جاهد الشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني قصيدة عصماء لإستلهام الهمم والحض على مواجهة طغاة فرنسا والإنضمام إلى صفوف المجاهدين والتي يقول في مطلعها :
مني إلى من في حمى المكبل من كركل لما وراء العقل
أعيذكم بالله من فضيحة الد نيا ومن رأيكم المغيل
لا تشتروا دنية بدينكم لم يرضها غير الدني الأرذل
ترجون أمن الكافرين بعدما نفاه نص المحكم المنزل
قد أخذ الله عليهم عهده أن يؤمنوا بالعربي المرسل
فنقضوا ميثاقه وأنتم ترجون منهم وفاء السموأل
تالله ما لكافر عهد ولا ألية إذا ما يأتلي
ثم يواصل الشيخ المجاهد المهاجر فيقول في رده على من يتذرعون بوجود جور في بلاد شنقيط يستلزم الإستعانة بالنصارى الغزاة لفرض الامن والعدل :
والجور والإسلام في بلادنا خير من العدل مع الكفر الجلي
مصلحة الدين على الدنيا يرى تقديمها حتما مراعي الأفضل
ويعتبر شيخ المهاجرين العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني أن من يركن إلى الغزاة الكافرين او يتعامل معهم فهو منهم ولاتقبل له شهادة او إمامة او قضاء فيقول في ذلك :
ومن يوالي الكافرين فهو من ولاية الله بمعزل
ومن يكثر السواد مشرك فمنه أو يرضى له بمغزل
وجرحة المقيم ثم منعه إمامة من القضاء أمر جلي
وفي الموقف الشرعي من المجندين او ما يعرف محليا بكوميات كان للعلامة المجاهد محمد العاقب رأي واضح جلي :
وحيث قاتلوا مع أوليائهم تهدر المعصوم من دمائهم

اي أنهم هم والغزاة الفرنسيون شيئا واحدا لافرق بينهم فكلهم يستهدفون الدين والوطن
رحم الله شيخ المهاجرين العلامة الشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني الذي التحق بشيخه المجاهد الشيخ ماء العينين هو وجمع غفير من عشيرته فارين من الكفر والإحتلال وطلبا للجهاد والكرامة وظل على موقفه البطولي إلا أن وافاه الأجل المحتوم في 3 اكتوبر سنة 1909 ودفن بفاس في المغرب