تقع "الطريفية " على بعد عشرين كلم من جنوب شرق "شار " بمنطقة ادرار .اشترك في هذه المعركة ثلاثمائة مقاتل ,تحت قيادة جماعة "ايت اربعين " وهي عبارة عن قيادة مشتركة من مختلف القبائل المشاركة تتولى تسيير الغزوة ومن بين ابرز قادتها :اسماعيل بن الباردي ,وأحمد بن حمادي , وابراه...يم بن وداد البيهي , ومامينا بن سيداتي ,واحمد بن الخطاط الدليمي , ومحمد عبد الله بن عبد الوهاب القلقمي , ومعهم مجموعة من سلام على راسها أمحيمد بن لعبيد بن أحميد .
وقد أشار الشيخ الولي إلى انطلاق هذه الغزوة في رسالة مؤرخة ب 16 مارس سنة 1925 بعث بها الى السلطان الشيخ مربيه ربه في كردوس , وذكر أن الغزوة تتألف من نحو ثلاثمائة مقاتل , من بينهم خمسة واربعون من التلاميد .
انطلق المجاهدون من موضع "أرغيوه" بمنطقة زمور في اتجاه "شار " ولما اقتربوا من الحامية الفرنسية التي كانت في تلك الاثناء على ربوة "الطريفية " ,تبادل قادة المجاهدين الرأي بشأن الطريقة التي تتم بها مهاجمة الحامية .فاقترح مامينا وابراهيم بن بداد البيهي ,أن يشنوا الهجوم على الحامية ليلا , على حين غرة , من أجل إفساح المجال لكوميات بالهروب ولايبقى الا الرماة والضباط الفرنسيون فيبيدوهم إلا ان قاضي الغزوة محمد عبد الله بن عبد الوهاب اعترض قائلا : لاأرى هذا الرأي , لانه ربما يغلط بعضنا في بعض , والصواب ان نشن الهجوم في الصباح الباكر . فمال قادة المجاهدين لرأي محمد عبد الله فقرروا الهجوم في الصباح .
وهكذا نشبت المعركة بعد طلوع الشمس بساعة كانت الحامية قد اتخذت مواقعها على ربوة "الطريفية " ونصبت المدافع الرشاشة .
هاجم المجاهدون الحامية من ثلاث جهات وكانوا يتمتعون بروح قتالية عالية ,إلا ان النيران الكثيفة من الرشاشات حالت دون اقتحامهم التحصينات التي اقامها جنود الاحتلال .لكن القتال استمر بضراوة حتى بعد الظهر , فتراجع المجاهدون نصف ميل ,ثم عادوا بعد العصر بهجوم عنيف , بعد ان توزعوا الى طائفتين :ميمنة وميسرة .وكادت الطائفتان تحيطان بالحامية الفرنسية إحاطة السوار بالمعصم لولا المدفع الرشاش الذي ساهم الى حد كبير في تفريق صفوف المجاهدين .وفي هذا الهجوم الكاسح سقط اربعة من المجاهدين شهداء هم :محمد عبد الله بن عبد الوهاب القلقمي وعبد الودود بن عمار بن ميارة الرقيبي .ابراهيم السالم بن المشظوفي العمني وماء العينين بن الحاج بن ابك . وفي اليوم الموالي شن المجاهدون هجوما اعنف من سابقه واستمر طيلة يوم وليلة .وفي الليلة الاخيرة من المعركة اقترب المجاهدون من الحامية حتى صاروا يتبادلون الاشعار الحسانية مع "كوميات "حيث قال أحدهم :
"أثلاثين ألا ملتز"منكم ماترجع للساحل " اخمسطعش التنبربز " واخمسطعش الول اخلاخل "
فاجابه أحد المجاهدين " من المبارك كوم يز " مانمشو ماه اعل الداخل " اكبظن هاك اعل مز "
الحرب الماه متباخل " تنبربزت تنبربز " وتنبربزت ولد اخلاخل .
تحدث الرائد جيليه GILLIER عن هذه المعركة وقال frown رمز تعبيري إن معركة الطريفية كانت اطول وأحمى معركة تم تسجيلها في موريتانيا وربما في مجموع أقاليمنا الصحراوية .دامت هذه المعركة على الاقل ثلاثة ايام وثلاث ليال ,حوصرت خلالها إحدى كتائبنا الجمالة من قبل جيش يفوقها في العدد ثلاث مرات , ولم ينتهي القتال إلا بعد حصول خسائر فادحة . وبعد معاناة شديدة من العطش بقرت خلالها بطون الجمال المقتولة ,وبعدما نفدت ذخيرة المهاجمين ]
وتطرق جيليه الى وقائع هذه المعركة بشيء من التفصيل وقال frown رمز تعبيري في يوم 2ابريل في الصباح بعدما استنفدت الكتيبة الاولى لجمالة أدرار المراعي الواقعى في ضواحي الزريبة ,انتقلت نحو "الطريفية ", وعند السابعة والنصف , وفي الوقت الذي وصلت الى المنزل الجديد الذي تم اختياره ,اشير الى وجود جيش على بعد 2كلم نحو الشمال الشرقي .فاحاط الجيش الذي لم يكن ينقص عن ثلاثمائة وخمسين مقاتلا فورا بالكتيبة التي كان عدد الحاضرين فيها يرتفع الى ثلاثة ضباط وأربعة ضباط صف وعريف اوربي ومائة واربعون من الرماة الافارقة وثلاثين من الحرس البيضان والمناصرين .استخدم المهاجمون الميدان ببراعة ,في منطقة ذات كثبان ,وانسابوا من باقة الى باقة ووصلوا فورا الى 200 متر تقريبا من اصحابنا . التراشق كثيف فالرقيبات لديهم هدافون من النخبة , ويوجهون الطلقات بدقة ,ولكن الرشاشات التي تطلق طلقات متلاحقة اوقفت تقدم العدو , وكبدته خسائر فادحة , وعند الساعة الثانية بعد الزوال قان النقيب قائد الكتيبة بهجوم مضاد لحماية الحرس الذي اقترب منه العدو الى بعد 30 مترا فارتمى العدو الى بضعة مئات من الامتار تاركا خمس جثث في الميدان من بينها جثة محمد عبد الله بن عبد الوهاب قائد الجيش ]
واضاف جيليه :[أن المقاومين انسحبوا الى زهاء كيلومتر واحد تقريبا وتمادوا خلال العشية وخلال الليل في اطلاق النار المتقطع واستمروا خلال النهار الثالث إطلاق نار بهدف الازعاج ....واقترب العدو فور غروب الشمس , وكان المهاجمون يصيحون باعلى اصواتهم بالتحريض على الهجوم ...خلال هذه الليلة أصيب النقيب إصابة قاتلة في صدره ...وعند الساعة الحادية عشر ليلا شن الرقيبات الهجوم فتلقاهم الرماة بالقنابل اليدوية , ثم تقاتلوا بحراب المدافع , فهرب المهاجمون تاركين على بضعة أمتار جثة منشق من حرسنا القدامى . وفي صباح الغد غادر العدو المعركة , وانسحب بعد ان نفدت ذخيرته .كانت خسائرنا كبيرة :17 قتيل من بينهم النقيب جرفال GIRVAL قائد الكتيبة وخمسة من الرماة وأحد عشر من الحرس وستة جرحى .وترك العدو ثلاثين جثة امام الزريبة وعددا من الجرحى لايمكن الا ان يكون كبيرا ]
خسائر المقاومة تمثلت في استشهاد أربعة عشر رجلا هم : محمد عبد الله بن عبد الوهاب القلقمي قاضي الغزوة ,وامحيمد بن عيداد بن احميد زعيم مجموعة سلام ذلك اليوم , ومن الرقيبات السواعد :هدي بن الشريف وعبد الودود بن معطله بن المكي والمعلوم بن البو ..ومن الرقيبات التهالات استشهد عبد الودود بن عمار بن ميارة واستشهد أحمد بن سيدي احمد بن مكيه الغيلاني ,والمختار بن الخريف الايتوسي المتوطن في السواعد وابراهيم السالم بن المشظوفي العمني وماء العينين بن الحاج بن ابك من كتائب التلاميد وكمال بن هداد العروسي وحمدي بن محمد مولود السكراني ولمعيليم حرطاني ..وولد بوظاية من الرقيبات اولاد موسى ومحمد بن أحمد سالم من الرقيبات اولاد داود .
ومن بين جرحى الحامية الفرنسية :يورو سيسي وموسى كانت واكو دنبلا وادرايوك وابراهيم ولد غرنفل ودكرلي بن الصوفي
وأسر مامينا ولد سيداتي جنديا يدعى سليمان اديارى سوبه وبعد مدة فداه منه عمه الشيخ الطالب اخيار باربع بنادق وسلمه للقوات الفرنسية
تحدث المؤرخ المصري سعد خليل عن هذه المعركة وقال : [لقد اكتست هذه المعركة بالذات وزنا خاصا لدى الفرنسيين وكثر وصفها وشرح احداثها وتعددت التعليقات عليها ,فقد كانت أطول معركة بين الهجانة وقبائل المقاومة كما انها اثبت ان هذه القبائل قد وصلت الى مستوى من التظيم وحسن القيادة وبراعة المناورة مايهدد بخطر جسيم , واعترفت السلطات الفرنسية في نشراتها الرسمية أن هذا الهجوم كان يهدف إلى تمير فصيلة الهجانة ]
بعد معركة الطريفية أعلن الفرنسيون أنهم خصصوا مكافأة مالية قدرها ألف فرنك وبندقية والف رصاصة لمن يقتل اعل بن ميارة او اسماعيل بن الباردي او احمد بن حمادي ...
المصدر كتاب الشيخ ماء العينين علماء وامراء في مواجهة الاستعمار الاوربي
وقد أشار الشيخ الولي إلى انطلاق هذه الغزوة في رسالة مؤرخة ب 16 مارس سنة 1925 بعث بها الى السلطان الشيخ مربيه ربه في كردوس , وذكر أن الغزوة تتألف من نحو ثلاثمائة مقاتل , من بينهم خمسة واربعون من التلاميد .
انطلق المجاهدون من موضع "أرغيوه" بمنطقة زمور في اتجاه "شار " ولما اقتربوا من الحامية الفرنسية التي كانت في تلك الاثناء على ربوة "الطريفية " ,تبادل قادة المجاهدين الرأي بشأن الطريقة التي تتم بها مهاجمة الحامية .فاقترح مامينا وابراهيم بن بداد البيهي ,أن يشنوا الهجوم على الحامية ليلا , على حين غرة , من أجل إفساح المجال لكوميات بالهروب ولايبقى الا الرماة والضباط الفرنسيون فيبيدوهم إلا ان قاضي الغزوة محمد عبد الله بن عبد الوهاب اعترض قائلا : لاأرى هذا الرأي , لانه ربما يغلط بعضنا في بعض , والصواب ان نشن الهجوم في الصباح الباكر . فمال قادة المجاهدين لرأي محمد عبد الله فقرروا الهجوم في الصباح .
وهكذا نشبت المعركة بعد طلوع الشمس بساعة كانت الحامية قد اتخذت مواقعها على ربوة "الطريفية " ونصبت المدافع الرشاشة .
هاجم المجاهدون الحامية من ثلاث جهات وكانوا يتمتعون بروح قتالية عالية ,إلا ان النيران الكثيفة من الرشاشات حالت دون اقتحامهم التحصينات التي اقامها جنود الاحتلال .لكن القتال استمر بضراوة حتى بعد الظهر , فتراجع المجاهدون نصف ميل ,ثم عادوا بعد العصر بهجوم عنيف , بعد ان توزعوا الى طائفتين :ميمنة وميسرة .وكادت الطائفتان تحيطان بالحامية الفرنسية إحاطة السوار بالمعصم لولا المدفع الرشاش الذي ساهم الى حد كبير في تفريق صفوف المجاهدين .وفي هذا الهجوم الكاسح سقط اربعة من المجاهدين شهداء هم :محمد عبد الله بن عبد الوهاب القلقمي وعبد الودود بن عمار بن ميارة الرقيبي .ابراهيم السالم بن المشظوفي العمني وماء العينين بن الحاج بن ابك . وفي اليوم الموالي شن المجاهدون هجوما اعنف من سابقه واستمر طيلة يوم وليلة .وفي الليلة الاخيرة من المعركة اقترب المجاهدون من الحامية حتى صاروا يتبادلون الاشعار الحسانية مع "كوميات "حيث قال أحدهم :
"أثلاثين ألا ملتز"منكم ماترجع للساحل " اخمسطعش التنبربز " واخمسطعش الول اخلاخل "
فاجابه أحد المجاهدين " من المبارك كوم يز " مانمشو ماه اعل الداخل " اكبظن هاك اعل مز "
الحرب الماه متباخل " تنبربزت تنبربز " وتنبربزت ولد اخلاخل .
تحدث الرائد جيليه GILLIER عن هذه المعركة وقال frown رمز تعبيري إن معركة الطريفية كانت اطول وأحمى معركة تم تسجيلها في موريتانيا وربما في مجموع أقاليمنا الصحراوية .دامت هذه المعركة على الاقل ثلاثة ايام وثلاث ليال ,حوصرت خلالها إحدى كتائبنا الجمالة من قبل جيش يفوقها في العدد ثلاث مرات , ولم ينتهي القتال إلا بعد حصول خسائر فادحة . وبعد معاناة شديدة من العطش بقرت خلالها بطون الجمال المقتولة ,وبعدما نفدت ذخيرة المهاجمين ]
وتطرق جيليه الى وقائع هذه المعركة بشيء من التفصيل وقال frown رمز تعبيري في يوم 2ابريل في الصباح بعدما استنفدت الكتيبة الاولى لجمالة أدرار المراعي الواقعى في ضواحي الزريبة ,انتقلت نحو "الطريفية ", وعند السابعة والنصف , وفي الوقت الذي وصلت الى المنزل الجديد الذي تم اختياره ,اشير الى وجود جيش على بعد 2كلم نحو الشمال الشرقي .فاحاط الجيش الذي لم يكن ينقص عن ثلاثمائة وخمسين مقاتلا فورا بالكتيبة التي كان عدد الحاضرين فيها يرتفع الى ثلاثة ضباط وأربعة ضباط صف وعريف اوربي ومائة واربعون من الرماة الافارقة وثلاثين من الحرس البيضان والمناصرين .استخدم المهاجمون الميدان ببراعة ,في منطقة ذات كثبان ,وانسابوا من باقة الى باقة ووصلوا فورا الى 200 متر تقريبا من اصحابنا . التراشق كثيف فالرقيبات لديهم هدافون من النخبة , ويوجهون الطلقات بدقة ,ولكن الرشاشات التي تطلق طلقات متلاحقة اوقفت تقدم العدو , وكبدته خسائر فادحة , وعند الساعة الثانية بعد الزوال قان النقيب قائد الكتيبة بهجوم مضاد لحماية الحرس الذي اقترب منه العدو الى بعد 30 مترا فارتمى العدو الى بضعة مئات من الامتار تاركا خمس جثث في الميدان من بينها جثة محمد عبد الله بن عبد الوهاب قائد الجيش ]
واضاف جيليه :[أن المقاومين انسحبوا الى زهاء كيلومتر واحد تقريبا وتمادوا خلال العشية وخلال الليل في اطلاق النار المتقطع واستمروا خلال النهار الثالث إطلاق نار بهدف الازعاج ....واقترب العدو فور غروب الشمس , وكان المهاجمون يصيحون باعلى اصواتهم بالتحريض على الهجوم ...خلال هذه الليلة أصيب النقيب إصابة قاتلة في صدره ...وعند الساعة الحادية عشر ليلا شن الرقيبات الهجوم فتلقاهم الرماة بالقنابل اليدوية , ثم تقاتلوا بحراب المدافع , فهرب المهاجمون تاركين على بضعة أمتار جثة منشق من حرسنا القدامى . وفي صباح الغد غادر العدو المعركة , وانسحب بعد ان نفدت ذخيرته .كانت خسائرنا كبيرة :17 قتيل من بينهم النقيب جرفال GIRVAL قائد الكتيبة وخمسة من الرماة وأحد عشر من الحرس وستة جرحى .وترك العدو ثلاثين جثة امام الزريبة وعددا من الجرحى لايمكن الا ان يكون كبيرا ]
خسائر المقاومة تمثلت في استشهاد أربعة عشر رجلا هم : محمد عبد الله بن عبد الوهاب القلقمي قاضي الغزوة ,وامحيمد بن عيداد بن احميد زعيم مجموعة سلام ذلك اليوم , ومن الرقيبات السواعد :هدي بن الشريف وعبد الودود بن معطله بن المكي والمعلوم بن البو ..ومن الرقيبات التهالات استشهد عبد الودود بن عمار بن ميارة واستشهد أحمد بن سيدي احمد بن مكيه الغيلاني ,والمختار بن الخريف الايتوسي المتوطن في السواعد وابراهيم السالم بن المشظوفي العمني وماء العينين بن الحاج بن ابك من كتائب التلاميد وكمال بن هداد العروسي وحمدي بن محمد مولود السكراني ولمعيليم حرطاني ..وولد بوظاية من الرقيبات اولاد موسى ومحمد بن أحمد سالم من الرقيبات اولاد داود .
ومن بين جرحى الحامية الفرنسية :يورو سيسي وموسى كانت واكو دنبلا وادرايوك وابراهيم ولد غرنفل ودكرلي بن الصوفي
وأسر مامينا ولد سيداتي جنديا يدعى سليمان اديارى سوبه وبعد مدة فداه منه عمه الشيخ الطالب اخيار باربع بنادق وسلمه للقوات الفرنسية
تحدث المؤرخ المصري سعد خليل عن هذه المعركة وقال : [لقد اكتست هذه المعركة بالذات وزنا خاصا لدى الفرنسيين وكثر وصفها وشرح احداثها وتعددت التعليقات عليها ,فقد كانت أطول معركة بين الهجانة وقبائل المقاومة كما انها اثبت ان هذه القبائل قد وصلت الى مستوى من التظيم وحسن القيادة وبراعة المناورة مايهدد بخطر جسيم , واعترفت السلطات الفرنسية في نشراتها الرسمية أن هذا الهجوم كان يهدف إلى تمير فصيلة الهجانة ]
بعد معركة الطريفية أعلن الفرنسيون أنهم خصصوا مكافأة مالية قدرها ألف فرنك وبندقية والف رصاصة لمن يقتل اعل بن ميارة او اسماعيل بن الباردي او احمد بن حمادي ...
المصدر كتاب الشيخ ماء العينين علماء وامراء في مواجهة الاستعمار الاوربي